بالتفاصيل الكاملة حكاية تتويج الزمالك بكأس مصر 1944 وهزيمته الأهلي بالسداسية الثانية
زقلط تلاعب بدفاع الأهلي والسحيمي أمتع الملك في ليلة توهان مكاوي ومدكور
في مثل هذا اليوم علي ملعب الجيش المصري بكوبري القبة و بحضور الملك فاروق الاول حقق نادي الزمالك ( فاروق من 1941 الي 1952 ) لقب كأس مصر 1944 والسابع بتاريخه بعدما نجح في تكراره فوزه علي النادي الاهلي بسداسية نظيفة مسجلًا الفوز الأعلي في مواجهات الديربي الاعظم عربيًا وقاريًا ولكن هذه المرة بمنافسات الكأس والذي سبقه سداسية بدوري القاهرة 1942 .
بدأت المباراة مع دقات الخامسة بقيادة تحكيمية للحكم اسماعيل كاسب وسط حضور جماهيري كبير توافد لحجز مكانه قبل المبارة بساعتين كاملة لتشجيع الفريقين وتحية الملك .
بدأ الزمالك ( فاروق ) المباراة بالتشكيلة المكونة من يحيي أمام – حنفي بسطان – أنور البشبيشي – سعيد العربي – جلال قريطم – عبد الرحيم شندي – مصطفي كامل طه – محسن السحيمي – عمر شندي – محمود حافظ زقلط
فيما مثل الاهلي كمال حامد – محمود المهليمي – كامل عطية – وديع – حمدي كروان – محمد الجندي – منير حافظ – صلاح الصواف – مصطفي علواني – احمد مكاوي – حسين مدكور .
شهدت المباراة سيطرة كبيرة من لاعبي الزمالك ( فاروق ) الذين قدموا عرضًا فنيًا نال استحسان الحضور وسط تشجيع جنوني من جماهير الفريق الابيض مع كل هدف متتالي بمرمي حارس الاهلي حتي وصلت للهدف السادس ولولا اصابة جناح الفريق المتوهج شندي المبكرة لزادت غلة الأهداف .
كانت تلك اللية مولد محسن السحيمي بعد تسجيله الهدفين ( الرابع والسادس ) بمهارة عالية واداء قوي فيما تألق وأبدع محمود حافظ زقلط تحت انظار وتصفيق الملك وسجل هاتريك تاريخي ( بتسجيله الهدف الأول و الثاني والخامس ) وعبد الكريم صقر ( الهدف الثالث ) .
لتخرج جريدة (الأهرام) في عددها الصادر بعد المباراة متغنية باهداف الزمالك ومتعة اداء الفريق لتصف المباراة بـ ” الفنية القوية ” وكتبت ” لم تشهد العاصمة منذ مباراتي الهاكوا والمجر مباراة فنية قوية مثل التي أقيمت أول أمس بين ناديي فاروق والأهلي على كأس فاروق الأول واضافت ” وقد تجلي فيها فن اللعبة واكتمل لاشبال الزمالك الذين برزوا في الملعب علي الجزيرة بروزًا ملموسًا وكانت خططهم ناجحة طوال التسعين دقيقة واصابتهم نتيجة هجمات متوالية ومرسومة الأوضاع بلغت ستًا .
واختتمت كان الفاروقيون مهرة في فتح الثغرات لأنهم لعبوا متحدين ولعبوا كذلك بطريقة تغطية الظهر كلما انكمش حتى أن هجوم الأهلي كان يجد أمامه لاعبا بعد لاعب فلم يوفق أن يفتح أي ثغرة ينفذ منها لمرمي يحيي امام .
لعب الفريقان بالتشكيلة الاساسية لكلا منهما بعد العفو ورفع الايقاف والشطب من قبل اتحاد الكرة المصري بعد ازمة مباراة نادي البيطار بفلسطين والتي سافر اليها اللاعبون بدون اذن من اتحاد الكورة في 27 اغسطس 1943 .
وكان قرار الشطب نال لاعبي منتخب نجوم القاهرة وهم خليط من لاعبي الاهلي وهم الاكثرية حوالي 12 لاعب منهم ( حسين مدكور – احمد مكاوي – مختار التتش ..) ولاعبي الزمالك ( انور البشبيشي – محمد جميعة ) ولاعب من الترسانة .
وجاء قرار الشطب حسب لوائح الاتحاد الدولي للعبة التي تلزم موافقة الاتحاد الوطني لسفر اي فريق خارج الوطن لاداء اي مباريات ودية .
وبقرار من لجنة الاتحاد العليا والتي ضمت محمد حيدر باشا – فهمي ويصا بك – حسن فهمي رفعت باشا – احمد فؤاد انور بك ( اول كابتن للاهلي في التاريخ و وكيل النادي حينئذ ) وعبد الخالق صفوت والاستاذ يوسف محمد .
وجاء قرار سفر لاعبي الفريق الي القدس ويافا بعد الغاء نهائي كاس مصر 43 ومنح اللقب مناصفة للفريقين بعد ما تقدم الاهلي بطلب بخطاب للاتحاد مؤرخ 3 مايو 1943 يطالب بتاجيل المبارة لظروف قاهرة بحجة انشغال اللاعبين بالامتحانات وعدم قدرته علي الاستعداد الكافي للمبارة بقوة نادي فاروق وقتها خوفًا من تكرار هزيمة قاسية جديدة بعد الهزيمة المذلة بدوري القاهرة 1942 بسداسية نظيفة .
لكن القدر لم يكن رحيمًا فتكررت الهزيمة بنفس النتيجة لكن هذه المرة امام أعين الملك وحضوره .